[b]بعد 14 عاماً..العياش أمل يتجدد لاحياء المقاومة في ضفة الأحرار[/b]

في قرية رافات شمال الضفة المحتلة عام 1966م كان المولد وفي غزة عام 1996 في مثل هذا اليوم ، نال ما تمنى ..بين غزة والضفة عاش العياش شعلة للمقاومة التي أرقت العدو ..برع في صنع المتفجرات بل ابتكر التفجير عن بعد..بعبقريته نقل المعركة إلى عقر دار الاحتلال..لدرجة أن أحد مقدمي البرامج في التلفزيون الصهيوني بلغ الخوف عنده حداً أنه قال"أخشى أن يفجر عياش هذا الاستديو الذي نحن فيه"وبلغ الهوس الصهيوني ذروته حين قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني آنذاك إسحق رابين: "أخشى أن يكون عياش جالسًا بيننا في الكنيست".


يحيي عياش في ذكراه لا ننساه..كان لاسمه منه نصيبا..أحيا المقاومة في فلسطين بمولده واستشهاده... وعاش كريما يخشاه العدو ويحسب له ألف حساب من خلال ترؤسه لمجموعات الاستشهاديين في كتائب الشهيد عز الدين القسام حيث استطاع أن ينتقم لضحايا الإرهاب الصهيوني الذي يدير منذ أوائل هذا القرن حربًا للقتل والإرهاب والتعذيب والبطش، تارة بأيدي العصابات الصهيونية، وطورًا بأيدي المستوطنين وجيش الاحتلال.



نذكرك اليوم بعد 14 عاما على استشهادك.. وغزة لا زالت تلمم جراحاتها وتداوي جرحاها بعد عام من العدوان الذي شنه الاحتلال راح ضحيته الآلاف من الشهداء والجرحى..فبقيت غزة كما أنت شعلة المقاومة التي لا تنطفئ..تذكرك شوارع غزة وأزقتها وأحيائها التي أحرقتها قذائف الفوسفور الأبيض والداين المحرمة دوليا ..ففيها نلت ما كنت تتمنى فكان الاستشهاد..



اليوم في ذكراك لا تنساك ضفتك ..حيث كان مولدك..ضفة الأحرار.. تفتقدك اليوم كما تفتقد الكثير من الشرفاء الذين غيبوا ..إما بالقتل أو بالاغتيال أو بالاعتقال..كل ذلك من أجل أن يطفئوا جذوة المقاومة التي كنت أحد أعمدتها...تشتاق لرؤياك...نابلس والخليل والجليل ورام الله والقدس.. حيث المقاومة هناك..تهمة وجريمة وفعل حقير..وممن هذه التهم؟! ..ممن يتكلمون بألسنتنا...



في ذكراك يا عياش يتجدد الأمل..لتعود لنا أمجاد صلاح الدين وحطين..فغزة اليوم وكما عهدتها من قبل كانت وما تزال وستبقى رمز العزة..وقلب الأمة النابض..وشمعة لا تنطفئ..أراد العدو من عدوانه الذي شنه بتواطؤ عربي وفلسطيني غير ذلك..لكن يبقى وعد الله ..والعاقبة للمتقين..وما يحيك المكر السيئ إلا بأهله..



وهناك في ضفتنا الغربية..جراح لا زالت تنزف..حيث العمالة أصبحت وجهة نظر..ومقاومة المحتل جريمة تحاسب عليها..أخوة لنا يعذبون...في سجون من هم من بني جلدتنا ..للأسف..و يتكلمون بألستنا..قلة هم ممن ينتمون لهذا الشعب المسكين المجاهد المرابط..باعوا أنفسهم للشيطان..رضوا بالذلة والمهانة..أطاعوا دايتون..مقابل ثمن بخس دراهم معدودة..لكن


قد يكونوا قــطفــوا الــزهــرة... فمن ورائها برعــم سوف يــثور..وإن قطعــوا البرعــم...فغيره يــنـبض في رحــم الجــذور...وإن قلعـوا الــجــذر من الـتربة... تبقى البــــذور لتنبت من جديد ..ومعلنة زوال سحابة صيف..ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريباً..



لن تنساك القدس يا عياش..يشتاق لك الأقصى الحبيس..الذي يتعرض لحرب صهيونية غير مسبوقة من التهويد والتهجير..فاليوم بذكراك يتجدد الأمل بعودة تلك العمليات التي أعادت للأقصى قدسيته ومكانته..ويبقى الأمل رغم الألم ..يشتاق لك كل شبر في فلسطين..



عمليات العياش



اليوم وبعد 14 عاماً من الاستشهاد ..لا زلنا نذكر عمليات العياش..يوم أن فجَّر الاستشهادي "رائد زكارنة" حقيبة المهندس في مدينة العفولة؛ ليمزق معه ثمانية من الصهاينة ويصيب العشرات.وبعد أسبوع تقريبًا فجَّر "عمار العمارنة نفسه لتسقط خمس جثث أخرى من القتلة.. وذلك بعد مرور أربعين يوما على مجزرة الإبراهيمي حيث اخترقت رصاصات المجرم باروخ جولدشتاين رؤوس وأجساد الساجدين في الحرم الإبراهيمي في خليل الرحمن في الخامس عشر من رمضان عام 1994م..



حينها نزف الدم الفلسطيني على أرض الحرم الإبراهيمي فغلت الدماء في قلوب المسلمين لكن قلب يحيى قرَّر أن يغلي بطريقة مميزة، تلقن الحقد اليهودي درسًا لا يمكن نسيانه. وتوالت عمليات العياش...في 19-10-94 انطلق الشهيد "صالح نزال" إلى شارع ديزنغوف في وسط تل الربيع ليحمل حقيبة المهندس ويفجرها ويقتل معه اثنين وعشرين صهيونيًّا. وتتوالى صفوف الاستشهاديين لتبلغ خسائر العدو في عمليات المهندس عياش في تلك الفترة 76 صهيونيًّا، و400 جريح.



وفي ديسمبر 1994م: الشهيد أسامة راضي؛ وهو شرطي فلسطيني، وعضو سري في مجموعات القسام، يفجر نفسه قرب حافلة تقل جنودًا في سلاح الجو الصهيوني في القدس، ويجرح 13 جنديًّا.



وفي يناير 1995م: مقاتلان فلسطينيان يفجران نفسيهما في محطة للعسكريين الصهاينة في منطقة بيت ليد قرب نتانيا؛ وهو ما أدى إلى مقتل 23 جنديًّا صهيونيًّا، وجرح أربعين آخرين في هجوم وصف أنه الأقوى من نوعه، وقالت المصادر العسكرية الصهيونية: إن التحقيقات تشير إلى وجود بصمات المهندس في تركيب العبوات الناسفة.



وفي 6 إبريل 1995م: حركتا حماس والجهاد الإسلامي تنفذان هجومين استشهاديين ضد الصهاينة في قطاع غزة؛ وهو ما أدى إلى مقتل 7 مستوطنين؛ ردًّا على جريمة الاستخبارات الصهيونية في تفجير منزل في حي الشيخ رضوان في غزة، أدى إلى استشهاد نحو خمسة فلسطينيين، وبينهم الشهيد "كمال كحيل" أحد قادة مجموعات القسام ومساعد له.



7- يوليو 1995م: مقاتل استشهادي من مجموعات تلاميذ المهندس يحيى عياش التابعة لكتائب الشهيد عز الدين القسام يفجر شحنة ناسفة ثبتها على جسمه داخل حافلة ركاب صهيونية في رامات غان بالقرب من تل الربيع؛ وهو ما أدى إلى مصرع 6 صهاينة وجرح 33 آخرين.



8- أغسطس 1995 هجوم استشهادي آخر استهدف حافلة صهيونية للركاب في حي رامات أشكول في مدينة القدس المحتلة؛ وهو ما أسفر عن مقتل 5 صهاينة وإصابة أكثر من 100 آخرين بجروح، وقد أعلن تلاميذ المهندس يحيى عياش مسئوليتهم عن الهجوم.



المطلوب رقم (2)



إنجازات المهندس التي أنهكت الاحتلال وأجهزته الأمنية جعلته المطلوب رقم 1 للأجهزة اليهودية التي طاردته طوال 5 سنوات، وسخرت كل إمكانياتها لكشف هذا اللغز، وشكلت وحدة تنسيقية بين كافة الأجهزة الأمنية لتقصي أية إشارة عن تحرك المهندس ونظموا دراسات عديدة حول شخصية المهندس وأسلوب حياته، وراقبوا أصدقاءه في فترة الدراسة، وأرسلوا وحداتهم الخاصة التي نصبت له الكمائن في الليل والنهار في المدن والمخيمات في الغابات والكهوف؛ حيث لم تعد هناك قرية في الضفة الغربية إلا وداهمتها وحدة مختارة من جنود الاحتلال الصهيوني؛ بحثًا عن الأسطورة الجهادية التي ولدتها وأهلتها حماس.. مرات كثيرة أنجى الله يحيى عياش قبل وصول الصهاينة بدقائق في حي القصبة في نابلس، وفي حي الشيخ رضوان في غزة؛ حيث استشهد رفيق جهاده الشهيد كمال كحيل، ومطلوب آخر من حماس هو إبراهيم الدعس.



لكن بعد طول جهاد آن أوان الاستشهاد، واقترب الرحيل، ونال يحيى عياش شهادة كان يلاحقها، فترجل الفارس إلى عليين، وصعدت روحه الطاهرة إلى باريها صباح يوم 5/1/1996م، اغتالت يد الحقد والغدر الصهيوني البطل الهمام، أسطورة الجهاد والفداء، بعد عملية استخباراتية تكنولوجية معقدة، هي الأولى في هذا العالم بعد تفخيخ الهاتف المحمول الذي كان يستخدمه أحد أصدقاء المجاهد بتواطؤ وتعاون أجهزة السلطة البائدة.



ورحل القائد المهندس إلى علين مع الأنبياء والشهداء والصدقين، ينعم برضا الله وجنات عرضها السموات والأرض، ويُحيي بدمائه الطاهرة أمَّة وأمل: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران: 169).



﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً﴾ (الأحزاب: 23).

مشكور أخي